وبلغ المعز ما وقع بدمشق من الحروب، وما صارت إليه من الخراب، فكتب إلى ريان الخادم وهو بطرابلس أن يسير إلى دمشق، وينظر في أمر الرعية، ويصرف أبا محمود عن البلد؛ فقدم ريان إلى دمشق، وأمر أبا محمود بالرحيل، فسار في عدد قليل من عسكره، وتأخر أكثرهم مع ريان، ونزل أبو محمود في الرملة، وورد عليه كتاب المعز يوبخه؛ وكان صرف أبي محمود عن دمشق في شعبان سنة أربع وستين.
هذا ما كان من خبر دمشق.
وأما القاهرة فإنه طيف فيها في ذي القعدة سنة ثلاث وستين بنيف وأربعين رأساً جيء بها من الصعيد.
وفي ذي الحجة نودى أن لا تلبس امرأة سراويل كبارا، ووجد سراويل فيه خمس شقاق، وآخر قطع من ثماني شقاق دبيقي.
وفيه هلك رسول ملك الروم، فسيره المعز في تابوت إلى بلد الروم.
وركب المعز لكسر الخليج.
وفيها منع المعز من وقود النيران ليلة النيروز في السكك ومن صب الماء يوم النوروز.