للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أخيه - فتسمى بالمدثّر لقبا، وبعبد الله اسما، وتأول أنه المذكور فى القرآن بالمدثّر ويقال (١) إن المدثر هذا اسمه عيسى بن مهدى، وأنه تسمى عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن جعفر الصادق، وعهد إليه صاحب الخال من بعده (١)، وغلاما من بنى مهرويه يتلقب بالمطوّق (٢) - وكان سيافا (٣) -

وكتب إلى ابنه الحسن يعرّفه أنه ابن الحجة، ويأمره بالسمع والطاعة له، وابن الحجة هذا ادعى أنه محمد بن عبد الله، وقيل (٤) على بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وأنكر قوم هذا النسب، وقالوا إنما اسمه يحيى بن زكرويه بن مهرويه، وكنيته أبو القاسم، ويلقب بالشيخ ويعرف بصاحب الناقة، وبصاحب الجمل، وهو أخو صاحب الخال، القائم من بعده (٤)، فسار حتى نزل فى بنى كليب (٥)، فلقيه الحسن بن زكرويه، وسرّ به، وجمع له الجمع، وقال: «هذا صاحب الامام»، فامتثلوا أمره، وسروا به، فأمرهم بالاستعداد للحرب، وقال: «قد أظلكم النصر»، ففعلوا ذلك.

واتصلت أخبارهم بشبل الديلمى - مولى المعتضد - فى سنة تسع وثمانين، فقصدهم، فحاربوه وقتلوه فى عدة من أصحابه بالرّصافة من غربى الفرات، ودخلوها فأحرقوا مسجدها ونهبوا.

وساروا نحو الشام يقتلون ويحرقون القرى وينهبونها إلى أن وردوا أطراف دمشق، وكان عليها طغج بن جفّ من قبل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون - فبرز إليهم فهزموه وقتل كثير من أصحابه، والتجأ إلى دمشق فحصروه وقاتلوه.

وكان القرمطى يحضر الحرب على ناقة، ويقول لأصحابه:

«لا تسيروا من مصافكم حتى تنبعث بين أيديكم، فإذا سارت فاحملوا، فإنه لا تردّ لكم راية، إذ (٦) كانت مأمورة».


(١) هذه الجملة وردت فى الهامش فى نسخة (ج)، أما فى الأصل فقد وضعت فى المتن كما أثبتناها هنا
(٢) (ج): «المطوف».
(٣) (ج): «شيافا».
(٤) هذه الفقرة وردت فى الهامش فى نسخة (ج)، ولكنها أدخلت فى المتن فى نسخة الأصل.
(٥) كذا فى الأصل، وفى (ج): «بنى كلب».
(٦) كذا بالأصل، وفى (ج): «اذا».