للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«حدثنى أحمد بن جعفر قال: كان القائم بأمر الله يوما فى مجلس أبيه المهدى جالسا بين يديه، وكان ابنه المنصور قائما بين يدى جدّه، فقال المهدىّ لابن ابنه المنصور: «ايتنى بابنك» - يعنى المعز لدين الله -، فجاءت به دايته - وله سنة أو فوقها -، فأخذه المهدى فى حجره وقبّله، وقال لابنه القائم بأمر الله: «يا أبا القاسم: ما على ظهر الأرض مجلس أشرف من هذا المجلس، اجتمع فيه أربعة أئمة، يعنى المهدى نفسه، وابنه القائم، وابن ابنه المنصور، وابن ابنه المعز لدين الله؛ وزادنى أبو الفضل ريدان (١) - صاحب المظلة - فى هذا الخبر (٢) أن المهدى جمعهم فى دوّاج (٣) وقال: «جمع رسول الله معه ثلاث أئمة فى كساء سوى نفسه، وقد جمع هذا الدوّاج أربعة أئمة».

قال [ابن زولاق]:

«ولما وصل المعز إلى قصره خرّ ساجدا، ثم صلى ركعتين، وصلى بصلاته كل من دخل معه، واستقر فى قصره بأولاده وحشمه وخواص عبيده، والقصر يومئذ مشتمل على ما فيه من عين وورق [٢١ ب؟؟؟] وجوهر وحلى وفرش وأوان وثياب وسلاح وأسفاط وأعدال وسروج ولجم؛ وبيت المال بحاله بما فيه، وفيه جميع ما يكون للملوك.

وخرج غد هذا اليوم - وهو يوم الأربعاء - جماعة الأشراف والقضاة والعلماء والشهود ووجوه أهل البلد وسائر الرعية لتهنئة المعز.

ولعشر خلون من رمضان أمر المعز بالكتاب على المشايخ فى سائر مدينة مصر: «خير الناس بعد رسول الله [أمير المؤمنين] (٤) علىّ بن أبى طالب »، وأثبت اسم المعز لدين الله، واسم ابنه عبد الله الأمير.

ووقّع المعز بيده إلى محمد بن الحسين بن مهذب (٥) - صاحب بيت المال -:


(١) الأصل: «زيدان» والتصحيح عن (ج).
(٢) الأصل: «الجزء»، والتصحيح عن (ج).
(٣) الدواج ضرب من الثياب (اللسان).
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ج).
(٥) الأصل: «مهدى»، والتصحيح عن (ج).