للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السجود، ونسى الركوع، فصاح به على بن الوليد - قاضى عسكر جوهر -: «بطلت الصلاة، أعد ظهرا أربعا».

ثم أذن بحى على خير العمل فى سائر مساجد العسكر، وأنكر جوهر على عبد السميع أنه لم يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» فى كل سورة، ولا قرأها فى الخطبة، فصلى به الجمعة الأخرى وفعل ذلك، وكان قد دعا لجوهر فى الجمعة الأولى فى الخطبة، فأنكر ذلك ومنعه.

وقبض جوهر الأحباس من القاضى أبى طاهر، وردها إلى غيره.

ولأربع بقين منه أذّن فى الجامع العتيق بحى على خير العمل، وجهر فيه بالبسملة فى الصلاة ولسبع عشرة خلت من جمادى الآخرة أنفذ جوهر هديته إلى المعز ومعها المعتقلون فى القيود (*)، فكان فيما أهداه تسع وتسعون (١) بختية، وإحدى وعشرون (٢) قبة عليها الديباج المنسوج بالذهب، ولها مناطق من ذهب مكللة بالجوهر، ومائة وعشرون ناقة بأجلّة (٣) الديباج، وأعنّة محلاة بالفضة، وخمسمائة جمل عرابا، وستة وخمسون جلاّ، وثمانية وأربعون دابة منها بغلة واحدة، وسبعة وأربعون فرسا بأجلّة حرير منقوش، وسروج كلها ما بين ذهب وفضة، ولجمها كذلك؛ وعودان كأطول ما يكون العود الذى يتبخر به.

وكان الأسرى: الحسن بن عبيد الله بن طغج، وابن غزوان - صاحب القرامطة - وفاتك الهنكرى، والحسن بن جابر الرياحى - كاتب الحسن بن عبيد الله بن طغج -، ونحرير شويزان، ومفلح الوهبانى، ودرى الخازن، وفرقيك، وقيلغ التركى الكافورى، وأبو منحل،


(*) هذه الفقرة الطويلة الواردة بين نجمتين وردت فى الأصل بعد تفصيل الهدية مما يفهم منه أن هذه الأشياء وهى مما أهداه جعفر بن الفرات، ولكن الصحيح أن هذه تفصيلات الهدية التى أهداها جوهر الى المعز، وهكذا ورد النص فى نسخة (ج) فالتزمناه هنا لأفضليته.
(١) فى النسختين: «تسعا وتسعين».
(٢) الأصل: «احدى وعشرين»
(٣) جاء فى (اللسان): «جل الدابة وجلها، بضم الجيم وفتحها» الذى تلبسه لتصان به، والجمع جلال واجلال» ثم قال: «وجمع الجلال اجلة، وجلال كل شيء عطاؤه، وتجليل الفرس أن تلبسه الجل».