للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكل الإخشيدى، وفرح الحكمى، ولؤلؤ الطويل، وقنك الطويل [الخادم]، فحملوا فى المراكب إلى الإسكندرية، وساروا منها إلى القيروان فى البر.

ونافق بشير (١) الإخشيدى بأسفل الأرض، فاستعطفه جوهر، فلم يجب، فسيّر إليه العساكر، فحاربها بصهرجت (٢) ونهبها، ومضى منهزما إلى الشام فى البحر، فأخذ بصور. وأدخل به على فيل ومعه جماعة، وبعث به جعفر بن فلاح.

وفى رمضان حفر جوهر سوارى الجامع العتيق الخشب (٣).

وفى ذى القعدة ردّت الحسبة إلى سليمان بن عزّة المغربى، فجمع سماسرة الغلات فى مكان.

وسدّ الطرق إلا طريقا واحدا، فكان البيع كله هناك، ولا يخرج قدح غلة حتى يقف عليه.

ومنع جوهر من الدينار الأبيض (٤)، وكان بعشرة دراهم، فأمر أن يكون الراضى بخمسة عشر درهما، والمعزى بخمسة وعشرين درهما ونصف، فلم يفعل الناس ذلك. فردّ الأبيض إلى ستة دراهم، فتلف وافتقر خلق.

وضربت أعناق عدة من أصحاب تبر والإخشيدية، وصلبوا حتى دخل المعز من المغرب.

وأنفذ المعز عسكرا وأحمال مال - علتها عشرون حملا - للحرمين، وعدة أحمال متاع.

وورد الخبر بفتح جعفر بن فلاح دمشق ودخولها، وكان من خبر جعفر بن فلاح:

أنه لما سار من القاهرة فى عسكره كان على الرملة ودمشق الحسن بن عبيد الله بن طغج، فلما بلغه دخول جوهر القائد إلى مصر بعساكر المعز سار عن دمشق فى شهر رمضان، واستخلف


(١) كذا فى الأصل، وفى (ج): «تبر»
(٢) صهرجت احدى قرى مديرية الدقهلية الحالية، وهى الآن قريتان: صهرجت الصغرى وتتبع مركز أجا، وصهرجت الكبرى وتتبع مركز ميت غمر. انظر: (فهرس مواقع الأمكنة).
(٣) هذا السطر غير موجود فى (ج)
(٤) لم أعثر فى المراجع التى بين يدى على تعريف للدينار الأبيض ولم سمى بهذا الاسم أو فى عهد من ضرب، وانما ورد فى كتاب (النقود للمقريزى، ص ٤٢، نشر الكرملى) ذكر للدراهم البيض، وأنها مما ضرب الحجاج، هذا ويتضح من المتن أن هذا الدينار كان قليل القيمة جدا، فلعله كان يشتمل على كمية كبيرة من الفضة مما اتضعت به قيمته، ومما جعل القوم يسمونه بالأبيض.