للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا عرض رقاع الناس وفرغ من التّوقيع قرأ القصائد وقد حضر من له تمييز ومعرفة بالشعر.

وكان الحاكم له من الحذق بذلك ما ليس لغيره، فإذا أنشده الشاعر أو أنشد له أبو الحسن لا ينشد ويمرّ بالبيت النادر أو المعنى الحسن إلاّ نبّه برجوان عليه واستعاده مرارا، ثم يوقع لكل واحد منهم بقدر استحقاقه ومبلغه من صناعته، فتخرج صلاتهم بحسب ذلك.

وفى يوم الثلاثاء تاسع شعبان أهدت ست الملوك (١) إلى أخيها الحاكم بأمر الله ثلاثين فرسا مسرجة، أحدها مرصع وآخر بلور، وبقيتها ذهب؛ وعشرين بغلة مسرجة ملجمة؛ وخمسين خادما منها عشرة صقالبة، ومائة تخت (٢) ثياب، وتاجا مرصعا، وشاشية (٣) مرصعة وأسفاطا كثيرة من طيب، وبستانا من الفضة مزروعا من أنواع الشجر.

وفى رمضان سومح أهل القلزم بما عليهم من مكوس المراكب.

وصلى الحاكم بالناس صلاة عيد الفطر بالمصلى وخطب، وأصعد معه المنبر الحسين بن جوهر والقاضى والأستاذ برجوان وجماعة.

وسارت قافلة الحاج من بركة الجب (٤) بالكسوة للكعبة، والزّيت والدقيق والقمح والشمع والطّيب لمكة والمدينة، فى تاسع ذى القعدة. وفيه خرج جيش بن الصمصامة إلى الشام مكان سلمان بن جعفر بن فلاح، فرحل ابن فلاح عن دمشق فى يوم الثلاثاء سابع عشر ذى الحجة بعسكره وسار إلى الرّملة.


(١) ورد هذا اللقب فى الأصل بعدة صور: ست الملك، سيدة الملك، ست الملوك.
(٢) التخت: وعاء تصان فيه الثياب. القاموس المحيط.
(٣) الشاشية ما يلبس على الرأس دون عمامة، أو ما يدار حوله العمامة، من قماش الشاش المعروف.
(٤) لعل المقصود به جب عميرة الذى ورد ذكره فى الخطط، وهو المكان الذى كان الحجاج يخرجون إليه ويجتمعون فيه فى المرحلة الأولى استعدادا للسفر للحج، وهو فى الشمال الشرقى من القاهرة. وجب عميرة نسبة إلى عميرة بن تميم التجيبى: الخطط: ٤٨٩:١، ١٦٣:٢ - ١٦٤؛ النجوم الزاهرة: ١١:٥؛ معجم البلدان: ٤٦:٣ - ٤٧؛ قوانين الدواوين: ١١٠.