ثم جمع أهل القيروان وصادرهم، فأخذ من عشرة آلاف دينار إلى دينار واحد، حتى عم أكثر أهل البلد وسائر أعمال إفريقية، فجبى زيادة على أربعمائة ألف دينار عيناً.
فلما بلغ ذلك العزيز كتب برد المال لأربابه، فرأى عبد الله بن محمد برد المال نقضا عليه وحمله إلى العزيز مع الهدية، وجعل مال الهدية خاصة في صرر، وكتب على كل صرة اسم صاحبها، فرد العزيز صرراً نفسية إلى أصحابها، وهم يومئذ بمصر، وأمر برد باقي المال إلى المغرب ليفرق على أربابه، فقال له الوزير يعقوب بن كلس: هذه أموال عظيمة، ونحن محتاجون إليها للنفقة على هذه العساكر، وإن رجعت أمرت يردها إليهم من بيت المال.