وثلاثة أشهر وخمسة أيام؛ فصلى عليه القاضي حسين بن النعمان، ودفن في داره. وكان من الفضل والعلم والدين بمنزلة؛ وحدث وأسمع وأملى مجالس، وكتب على الصحيحين مستخرجا وكان كثير البرد والصلات والصدقة، شديد الغيرة حتى إنه ليحجب أولاده الأكابر عن حرمه وأهله وعن أمهاتم. فإنه بلغه عن بعض أولاده أنه واقع أختا له وأحبلها. وكان يتنسك منذ تجاوز أربعين سنة. ثم حمل من مصر ودفن بالمدينة النبوية.
وفيها قتل الحاكم مؤدبه أبا القاسم سعيد بن سعيد الفارقي يوم السبت لثمان بقين من جمادى الأولى وهو يسايره، بأن أشار إلى الأتراك بعينيه بعد أن بيت معهم قتله، فأخذته السيوف؛ وكان قد داخل الحاكم في أمور الدولة وقرأ عليه الرقاع واستأذنه في الأمور كهيئة الوزراء.