بالتقدم بالمسير ونزع الوزارة من يد بهرام إذ تبين أن ليس من أهل الملة. وسار بهم إلى دجوة، وبهرام لا ينزعج.
فلما قرب رضوان جمع بهرام الأرمن إليه وقال لهم: اعلموا أننا قوم غرباء لم نزل نخدم هذه الدولة؛ والآن فقد كثر بغضهم لأيامنا، وما كنت بالذي أكون عبد قوم وأخدمهم من حال الصبا فلما بلغني الكبر أقاتلهم؛ لا ضربت في وجوههم بسيف أبدا. سيروا. وأخذ أمراء الدولة وعساكرها يخرجون شيئاً بعد شيء إلى رضوان.
واجتمع بهرام بالخليفة وفاوضه في أمره؛ فقال تحلبني الإسلام عليك. فأيس حينئذ، وجمع الأرمن، وكانوا كلهم منقادين إليه لا يخالفونه في شيء من الأشياء، وسار بهم نحو بلاد الصعيد يريد أخاه الباساك بقوص، قاصداً أنه يجتمع به ويمضون إلى أسوان فيتملكونهما ويتقوون بالنوبة أهل دينهم. وقد ذكر أن بهرام خرج يريد محاربة رضوان في عساكر مصر.
فلما وصل بعسكر القاهرة إلى رضوان رأوا المصاحف قد رفعها رضوان فوق الرماح، فصاروا بأجمعهم إلى رضوان باتفاق كان بينهم وبينه من قبل ذلك؛ فعاد بهرام إلى القاهرة وأخذ ما خف حمله، وخرج من باب البرقية يوم الأربعاء، وقت العصر، حادي عشر جمادى الأولى، وسار يريد الصعيد وقد أوسق المراكب بما يحتاج إليه. فعندما رحل اقتحم رعاع الناس وأوباشهم إلى دار الوزارة فنهبوها وهتكوا حرمتها، وعملوا كل مكروه؛ فكان هذا أول نهب وقع في دار الوزارة. وامتدت الأيدي إلى دور الأرمن التي