ولا تقل اسلمُ لي وحدتي ... فقد تقاسي الذل في وحدتك
ولتجعل العقلَ محكَّماً وخذ ... كلاّ بما يظهر في نقدتك
واعتبر الناس بألفاظهم ... واصحبْ أخاً يرغب في صحبتك
كم من صديقٍ مظهرٍ نصحه ... وفكرهُ وقفْ على عثرتك
إيّاك أن تقربه إنهُ ... عونٌ مع الدّهر على كربتك
وأنُ نموَّ النبت قد زاره ... غبُّ النَّدى واسمُ إلى قدرنك
ولا تضيّعْ زمناً ممكناً=تذكارهُ يذكي لظى حسرتك والشّرّ مهما استطعتَ لا تأتهِ= فإنهُ جورٌ على مهجتك يا بني الذي لا ناصح له مثلي ولا منصوح لي مثلة قد قدمت لك في هذا النظم ما إن أخطرته بخاطرك في كل أوان رجوت لك حسن العاقبة إن شاء الله تعالى وإن أخف منه للحفظ وأعلق بالفكر وأحق بالتقدم قول الأول.
يزينُ الغريبَ إذا ما اغتربْ ... ثلاثٌ فمنهنّ حسن الأدّب
وثانية حسن أخلاقهِ ... وثالثةٌ اجتنابُ الرّيب
واصغ يا بني إلى البيت الذي هو يتيمة الدهر وسلم الكرم والصبر ولو أن الديار نبت بكم لسكنتم الأخلاق والآدابا.
إذ حسن الخلق أكرم نزيل والأدب أرحب منزل ولتكن كما قال بعضهم في أديب متغرب وكلن كلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد وإليه قصد غير مستريب بدهره ولا منكر شيئاً من أمره وإذا دعاك قلبك إلى صحبة من أخذ بمجامع هواه فاجعل التكلف له سلماً وهب في روض أخلاقه هبوب النسيم وحل بطرفه حلول الوسن وانزل بقلبه نزول المسرة حتى يتمكن لك وداده ويخلص فيك اعتقاده