للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسائل أبيت اللعن عنا فإنّنا ... دعائم هذا الناس عند الجلائل

ثم قام قيس بن عاصم السعدي فقال: لقد علم هؤلاء أنا أرفعهم في المكرمات وأثبتهم في النائبات، فقيل له لم ذاك يا أخا بني سعد، قال لأنا أدركهم للثأر وأمنعهم للجار لا نتكل إذا حملنا ولا نرام إذا حللنا.

ثم قام شاعرهم فقال:

لقد علمت قيسٌ وخندف أنّنا ... وجلُّ تميم والجموعُ التي ترى

بأنّا ليوثُ البأس في كلّ مأزقٍ ... إذا جزّ بالبيض الجماجم والطلى

وأنا إذا داعٍ دعانا لنجدةٍ ... أجبنا سراعاً في العلائم من دعا

فهيهات قد أعيا الجميع فعالهم ... وفاتوا بيوم الفخر مسعاة من سعى

فقال كسرى حينئذٍ ليس منهم إلا سيد يصلح لموضعه.

وأعظم صلاتهم أجمعين وردهم إلى أقوام معظمين.

["مناظرات المهدي لأهل بيته ومشاروته لهم في حر خراسان"]

هذا ما ترجع فيه المهدي ووزراءه وما دار بينهم من تجبير الرأي في حرب خراسان أيان تحاملت عليهم العمال وأعنفت فحملتهم الدالة وما تقدم لهم من المكانة على أن نكثوا ببعتهم ونقضوا موثقهم وطردوا العمال والتووا بما عليهم الخراج وحمل المهدي مات يجب من مصلحتهم ويكره من عينهم على أن أقال عثرتهم اغتفر زلتهم واحتمل دالتهم تطولاً بالفضل واتساعاً بالعفو وأخذاً بالحجة ورفاً بالسياسة ولذلك لم يزل مذ حمله الله أعباء الخلافة وقلده أمور الرعية رفيقاً بمدار سلطانه وبصيراً بأهل زمانه باسطاً للمعدلة ف رعيته تسكن إلى كنفه وتأنس بعفوه وتثق بحلمه فإذا وقعت الأقضية اللازم والحقوق الواجبة فليس عنده هوادة ولا إغضاء ولا مداهنة أثرة للحق وقياماً بالعدل وأخذاً بالحزم فدعا أهل خراسان الاغترار بحمله والثقة

<<  <  ج: ص:  >  >>