شعره: أكثر علماء الشعر ونقدته وفحول الشعراء على أن أبا نواس أشعر المحدثين بعد بشار وأكثرهم تفنناً وأبدعهم خيالاً مع دقة لفظ وبديع معنى وأنه شاعر مطبوع برزفي كل فن من فنون الشعر، وامتاز من كل الشعراء بقصائد الخمريات ومقطعاته المجونيات. وكان شعره لقاح الفساد والقدوة السيئة لنقله الغزل من أوصاف المؤنث إلى المذكر.
ومن قوله لما حضرته الوفاة:
يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرةً ... فلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلاَّ محسنٌ ... فبمن يلوذُ ويستجير المجرمُ
أدعوك ربّ كما أمرت تضرُّعا ... فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ؟
مالي إليك وسيلة إلاّ الرّجا ... وجميلُ عفوك ثم إني مسلمُ
[(٣) مسلم بن الوليد]
هو صريع الغواني أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري، أحد الشعراء المفلقين. قال الشعر في صباه ولم يتجاوز به الأمراء والرؤساء مكتفياً بما يناله من قليل العطاء، ثم انقطع إلى يزيد بن مزيد الشيباني قائد الرشيد، ثم اتصل بالخليفة هارون الرشيد ومدحه ومدح البرامكة وحسن رأيهم فيه ولما أصبح الحل والعقد بيد ذي الرياستين: الفضل بن سهل وزير المأمون في أول خلافته، قربه وأدناه وولاه أعمالاً بجرجان، ثم الضياع بأصبهان.