الرسائل لخلفاء وعمالهم إما عرباً أو موالي يجيدون العربية، أما كتاب الخراج ونحوه فكانوا من كل إقليم من أهله يكتبون بلغتم، ولما نبغ من العرب من يحسن عملهم حولت هذه الدواوين إلى العربية زمن عبد الملك بن مروان والوليد ابنه وجرى الخلفاء بني أمية في كتابة الرسائل على ما كان عليه الأمر زمن الخلاء الراشدين.
ثم اتسعت رقعة المملكة وقرت أمور الدولة ازدادت الأعمال وشغل الخلفاء عن أن يولوا الكتابة بأنفسهم أو بخاصة عشيرتهم، عهدوا بها إلى كبار كتابهم، وكان كثير منهم يعرف اللغة الرومية أو الفارسية أو اليونانية أو السريانية وهي لغات أمم ذات حضارة وعلوم ونظام ورسوم.
ومن هؤلاء سالم مولى هشام بن عبد الملك أحد الواضعين لنظام الرسائل، وأستاذ عبد الحميد الكاتب الذي آلت إليه زعامة الكتابة الآخر الدولة الأموية.
[(٢) مميزات الكتابة الإنشائية]
وتمتاز الكتابة في هذا العصر بالميزات الآتية:(١) الاقتصار في أغراضها على القدر الضروري، والاقتصار في معناها على الإلمام بالحقائق وتوضيحها بلا مبالغة ولا تهويل، واستعمال الألفاظ الفحلة والعبارات الجزلة، والأساليب البليغة إذا كان الكاتب والمكتوب إليه عرباً فصحاء.
(٢) مراعاة الإيجاز غالباً إلا حيث يستدعي الحال الإسهاب، وبقي الأمر على ذلك حتى جاء عبد الحميد الكاتب آخر الدولة الأموية، فأسهب الرسائل وأطال التحميدات في أولها، وسلك طريقه من أتى بعده.
[الكتاب]
كتاب هذا العصر كثيرون، وقد كانت الخلفاء والأمراء والقواد كلهم