هذا: وكم نعمة في نقمة ... طويت فلم تفطن لها الأفهام
[وقال يصف ابتهاج الأمة بالأمير]
طاروا سروراً من شهود أميرهم ... فكأنهم حول القطار حمام
يتسابقون إلى اجتلاء سموه ... وبهم زفير نحوه وهيام
لو لم تكن نار القطار لجره ... وجد يجيش بصدرهم وغرام
في كل رستاق وكل مدينة ... شوقاً إليك تجمع وزحام
من كل فج ينسلون فأترعت ... بهم الوهاد وماجت الآكام
والنور أمسى أبحراً غرق الدجى ... فيها ومات بلجها الأظلام
فكأن وجه الأرض وجه أبلج ... بين الكواكب والغمام لثام
والناس من كل الجوانب هتف ... عش ياعزيز يحوطك الإعظام
[وقال حافظ بك إبراهيم يصف خزان أسوان ويمدح الحضرة الخديوية]
أخزان مصر أنت أم مصر ... أجل وأسمى في المكانة والقدر
أعدت لنا مجد القرون التي مضت ... وجددت من عهد الفراعنة الغر
وهيهات ماأهرام مصر وإن سمت ... بأرفع رأساً من حضيضك لو تدري
وليس سنان بن المشلل خالداً ... بانبه من "عباس"عصرك في الذكر
وماقطرت السحب كالدر تنهمي ... بألطف وقعاً من عقيقك إذ يجري
وماأنت خزان المياه وطميها ... وإبليزها بل خازن الدر والتبر
تدفقت بالخيرات من كل جانب ... وجمعت أقطار المنافع في قطر
فقل للغوادي وال روائح تنجلي ... وفي مصر فلتسمح على قفر
إذا ماجرت أمواهها دون حاجة ... وفاضت جرت منك المياه على قدر
ضربت على آثار مصر ولم يكن ... ليطمسها لولا جلالك من إثر
ألا فلتسد مصر على كل بقعة ... به وليطاول قطرها مسقط القطر
بناءٌ من الدهر استعار بقاءه ... وأقسم ألا يسترد من الدهر
[الباب الخامس]
[في الاستعطاف والمعاتبات والاعتذارات قال النابغة الذبياني]
يادار مية بالعلياء فالسند ... أفوت وطال عليها سالف الأبد
وقفت فيها أصيلالا أسائلها ... عيت جواباً وما بالربع من أحد