فقلت لها إن الكريم وإن خلا ... ليلفى على حال أمرّ من الصبر
وفي اللّين ضعف والشراسة هيبةٌ ... ومن لم يهبْ يحمل على مركب وعر
وما بي على من لان لي من فظاظة ... ولكنّني فظَّ أبيَّ على القسر
[وقال إبراهيم بن كنيف النبهاني]
تعز فإنَّ الصّبر بالحرّ أجمل ... وليس على ريب الزّمان معوَّل
فلو كان يغني أن يرى المرء جازعاً ... لحادثة أو كان يغني التذلل
لكانَ التّعزّي عندَ كل مصيبة ... ونائبة بالحرّ أولى وأجمل
فكيف وكلَّ ليس يعدوا حمامه ... وما لامرئٍ عما قضى الله مرحلُ
فإن تكن الأيام فينا تبدّلت ... ببؤسى ونعمى والحوادث تفعلُ
فما ليَّنت منَّا قناة صليبةً ... ولا ذللتنا للتي ليس تجملُ
ولكن رحلناها نفوسناً كريمةً ... تحمَّلُ ما لا يستطاع فتحمل
وقينا بحسن الصّبر منّا نفوسنا ... فصحت لنا الأعراضُ والناسُ هزَّلُ
[وقال آخر]
إن يحسدوني فإنّي غيرُ لائمهم ... قبلي من الناس أهلُ الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ ... ومات أكثرنا غيظاً بما يجدُ
أنا الذي يجدوني في صدورهم ... ولا أرتقي صدراً منها ولا أرد
[وقال سالم بن وابصة]
عليك بالقصدِ فيما أنتَ فاعله ... إن التَّخلُّقَ يأتي دونه الخلقُ
وموقف مثل حدّ السيف قمتُ به ... أحمي الذّمار وترميني به الحدقُ
فما زلقت ولا أبديت فاحشةً ... إذ الرجال على أمثالها زلقوا
[وقال تابط شرا]
إذا المرُ لم يحتلْ وقد جدَّ جدُّهُ ... أضاعَ وقاسى أمرهُ وهو مدبرُ