لا تستقني ماءَ الحياة بذلّة ... بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل
ماءُ الحياة بذلّةٍ كجهنّمٍ ... وجهنّمٌٌ بالعزّ أطيب منزلِ
[وقال هبة الله بن سناء الملك المتوفى سنة ٢٣٥ هـ?]
سوايَ يهابُ الموت أو يرهب الرّدى ... وغيريَ يهوى أن يعيشَ مخلَّدا
ولكنَّني لا أرهب الدَّهر إن سطا ... ولا أحذرُ الموتَ الزؤامَ إذا عدا
ولو مدَّ نحوي حادثُ الدَّهر كفّي ... لحدّثت نفسي أن أمدّ له يدا
توقدُّ عزمي يترك الماءَ جمرةً ... وحلية حلمي تتركُ السَّيف مبردا
وفرط احتقاري للأنام لأنني ... أرى كلّ عار من حلى سؤددي سدى
ويأبى إبائي أنْ يراني قاعداً ... وإني أرى كلّ البريّة مقعداً
وأظمأ إن أبدى ليَ الماءُ منَّة ... ولو كان لي نهرُ المجرة موردا
ولو كان إدراك الهدى بتذلُّل ... رأيت الهدى إلا أميلَ إلى الهدى
وقدماً بغيري اصبح الدهر أشيبا ... وبي وبفضلي اصبح الدَّهر امردا
وإنك عبدي يا زمان وإنني ... على الرَّغم منّي أن أرى لك سيّدا
وما أنا راض أنني واطئ الثّرى ... ولي همةٌ لا ترتضي الأفقَ مقعداً
ولو علمت زهو النجُّوم مكانتي ... لخرَّت جميعاً نحو وجهيَ سجّدا
أرى الخلق دوني إذ أراني فوقهم ... ذكاءً وعلماً واعتلاءً وسؤددا
وبذل نوالي زاد حتى لقد غدا ... من الغيظ منهُ ساكنُ البحر مزبدا
ولي يقلم في أنملي إنْ هززته ... فما ضرّني إلاّ أهزّ المهنَّدا
إذا صال فوق الطّرسِ وقع صريره ... فإنّ صليلَ المشرفيّ له صدى
["وقال حسان بن ثابت الأنصاري المتوفى سنة ٥٤ هـ?"]
لعمرك أبيك الخير يا سعثُ ما نبا ... عليَّ لساني في الخطوب ولا يدي
لساني وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغُ ما لا يبلغ السّيف مذودي
وإنْ أذاك ذا مال كثير أحدْ بهِ ... وإن يعتصر عودي على الجهد يحمد