أضحت تصوغ بطونها لظهورها ... نوراً تكاد له القلوب تنور
من كل زاهرة ترقرق بالندى ... فكأنها عين لديك تحذر
[وقال أبو عبادة البحتري يصف قصر المعتز بالله]
لما كملتَ رويةً وعزيمةً ... أعملتَ رأيك في ابتناء الكامل
وغدوت من بين الملوك موفقاً ... منه لابمن حلة ومنازل
ذعر الحمام وقد ترنم فوقه ... من منظر خطر المزلة هائل
رفعت لمخترق الرياح سموكه ... وزهت عجائب حسنه المتحايل
وكأن حيطانَ الزجاج بجوه ... لجج يمجن على جنوب سواحل
وكأن تفويتَ الرخام إذا التقى ... تأليفه بالمنظر المتقابل
حبك المغمام رصفن بين منمر ... ومسير ومقارب ومشاكلٍ
لبست من الذهب الصقيل سقوفه ... نوراً يضيء على الظلام الحافل
فترى العيون يجلن في ذي رونق ... متلهب العالي أنيق السافل
وكأنما نشرت على بستانه ... سيراء وشي اليمنة المتواصل
أغنته دجلة إذ تلاحق فيضها ... عن صوب منسحب الرباب الهاطل
وتنفست فيه الصبا فتعطفت ... أشجاره من حول وحواملي
[وقال المتنبي في وصف جواد]
ويومٍ كلونِ المدنفين كمتنه ... أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه ... من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة من جسمه في إهابه ... تجيء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدنى عنانه ... فيطغى وأرخيه مراراً فيلعب
وأصرع أي الوحش قفيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب