ورضا الحسود زوال نعمتك التي ... أوتيتها من طارف أو تالد
فاصبر على غيظ الحسود فناره ... ترمي حشاه بالعذاب الخالد
أو ما رأيت النار تأكل نفسها ... حتى تعود إلى الرماد الهامد
تضغو على المحسود نعمة ربه ... ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
[وقال ابن الرومي]
عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرون من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلب الصديق غدا عدوا ... مبيناً والأمور إلى انقلاب
ولو كان الكثير يطيب كانت ... مصاحبة الكثير من الصواب
[وقال في الانفراد والوحدة]
ذقت الطعوم فما التذذت براحة ... من صحبة الأخيار والأشرار
أما الصديق فلا أحب لقاءه ... حذر القلى وكراهة الأعوار
وأرى العدو قذى فأكره قربه ... فهجرت هذا الخلق عن أعذار
من جود إخوان الزمان سرورهم ... بتفاضيل الأحوال والأخطار
لو أن إخوان الصفاء تناصفوا ... لم يفرحوا بتفاصيل الأعمار
أأحب قوماً لم يحبوا ربهم ... إلا لفردوس لديه ونار
[وقال المتنبي]
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم