الرواية عبارة عن ذكر قول أو فعل حدثاً أو أمكن حدوثهما وخواصها أربعة الإيضاح والإيجاز والإمكان والتلطف "فالإيضاح" يكون بتقديم فرش للحديث وتوطئة للخبر يقرب مأخذ الرواية وبمراعاة الترتيب الطبيعي في إيراد ظروف الخبر ما لم يكن للراوي غرض لتجاوز هذا النظام وبالعدول عن كثرة الاستطرادات في إنشاء الحديث لأن ذلك يصرف العقل عن سياق الرواية ويذهب برونقها "والإيجاز" حذف فضول وحشو الكلام مع انتقاء أخص الظروف وأنسبها للغاية ولا بأس بالأطناب إذا ما دعا إليه مقتضى الحال "والإمكان" ترشيح الرواية للقبول في ذهن السامع "والتلطيف" في الرواية أن يبلغ الكاتب كنه القلوب ويأخذ بمجامع اللب بأن ينتقل فيها من حال إلى حال لأن النفس قد جلبت على محبة التحول وطبعت على إيثار التنقل وللرواية ثلاثة أجزاء صدرها وعقدتها وختامها "فالصدر" التوطئة للواقع بحيث يقف السامع على أسماء الأشخاص وطباعهم وعلى مكان الواقع وسوابق العمل "والعقدة" هي الجزء الذي على محوره تدور الرواية وهو المجال الأوسع الذي تتقابل الأشخاص وتشتبك الأحوال وتضطرم في النفس لواعج الشوق للوقوف على عاقبة الأمر متنقل من الرجاء إلى الخوف ومن الفرح إلى الحزن.
"والختام" الجزء الأخير من الرواية الذي به تفك الإربة وتحل رباق الحديث فتنال النفوس بذلك مرامها وتفوز بوطرها وسمته أن يكون فجائياً مرتبطاً مع ما قبله ارتباطاً محكماً وافياً بالمراد بحيث ترضى به النفوس وترتاح إليه القلوب وشواهد الرواية كثيرة لا نطيل بذكرها أفرادها الأدباء بالتآليف العديدة ولنذكر هنا بعض ملح لايستغني عنها المقام.