وزنوا الكلام وسدّدوه فإنهم ... خبأوا لكم في الهلاك وحلّقا
وامشوا على حذرٍ فغن طريقكم ... وعرٌ أطاف به الهلاكَ وحلّقا
نصبوا لكم فيه الفخاخَ وأرصدوا ... للسالكين بكل فجّ موبقا
الموتُ في غشيانه وطروقه ... والموتُ كل الموت ألاّ يطرقا
فتحيّنو، فرصُ الحياة ثمينةٌ ... وتعجّلوها بالعزائم والرّقى
أو فاخلقوها قادرين فإنما ... فرصُ الحياة خليقة أن تخلقا
[الباب السابع في المراثي]
قال المهلهل التغلبي يرثي أخاه كليباً وهو جاهلي توفي سنة ٥٣١ م
أهاجَ قذاء عينيّ الادّكارُ؟ ... هدوءاً فالدموع لها انهمارُ
وصار الليل مشتملاً علينا ... كأنّ الليلّ ليسَ لهُ نهار
وبتُّ أراقب الجوزاءَ حتى ... تقاربَ من أوائلها انحدار
أصرّف مقلتي في إثرْ قوم ... تباينت البلادُ بهم فغاروا
وأبكي والنّجومُ مطلّعات ... كأن لم تحوها عنّي البحارِ
على من نعيت وكان حيّا ... لقاد الخيلَ يحجبها الغبار
دعوتك يا كليب فلم تجبني ... وكيف يجيبني البلد القفار؟
أجبني يا كليب خلاك ذمّ ... ضنينات النفوس لها مزار
أجبني يا كليب خلاك ذمُّ ... لقد فجعت بفارسها نزّار
سقاك الغيث إنك كنت غيثاً ... ويسراً حين يلتمس اليسار
وإنك كنتَ تحلمُ عن رجال ... وتعفو عنهم ولك اقتدار