كيف أنت يا خالة فقالت بخير يا أمير المؤمنين قال غيرك الدهر قالت كذلك هو ذو غير من عاش كبر ومن مات قبر فقال عمرو بن العاص هي والله القائلة يا أمير المؤمنين:
يا زيد دونك فاحتفر من دارنا ... سيفا حساماً في التراب دفينا
قد كنت أذخره ليوم كريهة ... فالآن أبرزه الزمان مصونا
قال مروان وهي ولله قائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكاً ... هيهات ذاك وإن أراد بعيدُ
منتّك نفسك في الخلاء ضلالة ... أغراك عمرو للشقا وسعيد
قال سعيد بن العاص وهي والله القائلة:
قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لازال خطيبهم ... بين الجميع لآل أحمد عائبا
ثم سكتوا فقالت يا معاوية كلامك أعشى بصري وقصر حجتي أنا والله قائلة ما قالوا خفي عليك مني أكثر فضحك وقال ليس يمنعنا ذلك من برك اذكري حاجتك: قالت أما أن فلا.
["مناظرة السيف والقلم لزين الدين عمر بن الوردي المتوفى سنة ٧٤٩هـ?"]
لما كان السيف والقلم عتي العمل ولقول، وعمدتي الدول عدمتهما دولة فلا حول.
وركني إسناد الملك المعربين عن المخفوض والمرفوع ومقدمتي نتيجة الجدل الصادر عنهما المحمول والموضوع فكرت أيهما أعظم فخراً أو أعلى قدراً فجلست مجلس الحكم والفتوى ومثلتهما في الفكر حاضرين للدعوى وسويت بين الخصمين في الإكرام واستنطقت لسان حالهما للكلام، (فقال القلم) : (بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) [هود: ٤١] ، (وَالنّهَارِ إِذَا جَلاّهَا {٣}