وطاولتِ الأرض السَّماء سفاهةً ... وفاخرت الشُّهب الحصى والجنادل
فياموت زُر أن الحياة ذميمةٌ ... ويا نفس جدّي أن دهرك هازل
[وقال المرحوم محمود باشا سامي البارودي]
ولي شيمةٌ تأبى الدَّنايا وعزمةٌ ... تردّ لهامَ الجيش وهو سمورُ
إذا سرتُ فالأرض التي نحن فوقها ... مرادٌ لمهري والمعاقل دور
فلا عجب إن لم يصرني منزل ... فليس لعقبان الهواء وكور
همامة نفس ليس ينفي ركابها ... رواحٌ على طول المدى وبكور
معوَّدةٌ ألا تكف عنانها ... عن الحدِّ إلا أن تتم أمور
لها من راء الغيب أذنٌ سميعة ... وعينٌ ترى ما لا يراه بصير
وفيت بما ظنَّ الكرام ُفراسةً ... بأمري ومثلي بالوفاء جدير
وأصبحت محسود الخلال كأنّني ... على كل نفسٍ في الزَّمان أمير
إذا صلت كفَّ الدَّهر من غلوائه ... وإن قلت غصّت بالقلوب صدور
ملكت مقاليد الكلام وحكمةً ... لها كوكبٌ لفخم الضياء منير
وإني امرؤٌ صعبُ الشَّكيمة بالغ ... بنفسي شأواً ليس فيه نكير
وقال أيضاً
سواي بتحنان الأغاريد يطربُ ... وغيري باللّذات يلهو ويلعب
وما أنا ممن تأسر الخمر لبّه ... ويملك سمعيه اليراعُ المثقلَّب
ولكن أخو همّ إذا ما ترجحتْ ... به سورةٌ نحو العلا راح يدأب
نفى النومَ عن عينيه نفسٌ أبيَّةٌ ... لها بين أطرافِ الأسنةِ مطلب