للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخيل تقتحم الخبار عوابساً ... من بين شيظمة وأجرد شيظم

أثني علي بما علمت فإنني ... سمح مخالطتي إذا لم أظلم

فإذا ظلمت فإن ظلمي باسل ... مر مذاقته كطعم العلقم

ومن جيد قوله:

بكرت تخوفني الحتوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل ... لابد أن أسقى بكأس المنهل

فاقني حياءك لا أبالك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

إني امرؤ ن خر عب منصبا ... شطري وأحمي سائري بالمنصل

وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظ ... ت ألفيتُ خيراً من معمّ مخولِ

والخيلُ تعلم والفوارس أنّني ... فرت جمعهم بضربة فيصل

والخيل ساهمة الوجوه كأنما ... تسقى فوارسها نقعَ الحنظلِ

ولقد أبيتُ على الطوى وأظله ... حتى أنالَ به كريمَ المأكل

[(٥) عمر بن كلثوم]

هـ أبو الأسود عمرو بن كلثوم بن مالك التغلبي، وأمه ليلى بنت مهلهل أخي كليب، نشأ عمرو في قبيلة تغلب بالجزيرة الفراتية وساد قومه وهو ابن خمس عشرة ستة، وقاد الجيوش مظفراً وأكثر ما كانت فتن تغلب مع أختها بكر بن وائل بسبب حرب البسوس، وكان آخر صلح لهم على يد عمر ن هند أحد ملوك الحيرة من آل المنذر، ولم تمضِ مدة حتى حدث بين وجوه القبيلتين مشاحة في مجلس عمرو بن هند قام أثناءها شاعر بكر (الحارث بن حلزة اليشكري) وأنشد قصيدته المشهورة، وما فرغ منها حتى ظهر لعمرو بن كلثوم أن هوى الملك مع بكر، فانصرف ابن كلثوم وفي نفسه ما فيها ثم خطر على نفس ابن هند أن يكسر من أنفة تغلب بإذلال سيدها وهو عمرو بن كلثوم فدعاه وأمه ليلى بنت مهلهل وأغرى هند أم أن تستخدمها في قضاء أمر، فصاحت ليلى، فثار به الغضب وقتل ابن هند لفي مجلسه، ثم رحل توا إلى بلاده بالجزيرة وأنشد معلقته التي أولها:

ألا هبيّ بصحنكِ فأصبحينا ... ولا تبقى خمورَ الأندرينا

<<  <  ج: ص:  >  >>