أبو نصر محمد بن محمد طرخان الفارابي الحكيم الكبير مخترع آلة الطرب المسماة بالقانون، والتي استنبط الإفرنج بمحاكاتها آلة المعزف (البيانو) المتوفى سنة ٣٣٩ هـ? وأبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب الكيميائي الشهير المتوفى سنة ٣١٣ هـ? والشيخ الرئيس حكيم المشرق أبو علي الحسين بن سينا المتوفى سنة ٤٢٨ هـ? وأبو الريحان احمد بن محمد البيروني الفلكي الرياضي المقوم المتوفى سنة ٤٣٠ هـ?.
وكان لدولة الفواطم في مصر اشتغال بهذه العلوم فاشتهر في دولتهم في الفلك والرياضيات ابن يونس، وفي الطب ابن رضوان وغيرهما، ولم يعن أهل الأندلس بهذه العلوم عناية أهل المشرق، وأشهر من نبع منهم فيها أبو الوليد القاضي أحمد بن رشد وأبو القاسم الزهراوي، ومن كتب هؤلاء الأئمة وأمثالهم اقتبس أهل (أوربا) كثيراً من أصول مدينتهم الحاضرة.
[الشعر والشعراء]
قد كان للشعر عند الخلفاء والوزراء والقواد سوق نافقة حتى عند رؤساء الأعاجم من الديلم والترك، ودام كذلك إلى انتهاء الدولة العباسية. وبهذه العناية العظيمة بل وكثرة قائليه ومنتحليه تفنن الناس وأدخلوا عليه فنوناً لم تعهد فيه واستعملوه في كل غرض حتى التعبد به، وتشكل أسلوبه وتنوعت معانيه بما يطابق أغراض استعماله.
ولم يقصر الشعر على الموالي في صدر الدولة العباسية كالكتابة، بل اشتركوا فيه هم وغيرهم من أعراب البادية أحياناً ومن سلائل العرب بالأمصار أخرى، غير أن بضعة من فحول صدر الدولة كانوا موالي مثل بشار، وأبي نواس، ومسلم، وأبي العتاهية، وابن الرومي.
ومن أشهر شعراء الأمصار من العرب أبو تمام، والبحتري، وابن المعتز، والمتنبي،