كر رماها الصولجان إلى الهوا ... فتعلّقت في جوه لم تسقط
وأشجار نارنج كأن ثمارها ... حقاق عقيق قد ملئن من الدر
وقال آخر
انظر إلى منظر تلهيك بهجته ... بمثله في البرايا يضرب المثلُ
نار تلوح على الأغصان في شجر ... لا النار تطفا، ولا الأغصان تشتعل
[وقال أبو الحسن الصقلي]
إذا ميَّلتها الريح مالت كأكرة ... بجت ذهباً في صولجان زبرجد
[الليمون قال ابن المعتز]
يا حبذا ليمونةً ... تحدثُ للنفس الطرب
كأنها كافورة ... لها غشاء من ذهب
القلم: قال "ابن المعتز": القلم مجهز لجيوش الكلام، يخدم الإرادة، ولا يمل استزادة، يسكت واقفاً، وينطلق سائراً، على أرض بياضها مظلم، وسوادها مضيء، وكأنه يقبل بساط سلطان، أو يفتح نوَّار بستان.
وقال "علي بن عبيد" أصم سمع النحوي، أعيا من باقل، وأبلغ من سحبان وائل، يجهل الشاهد، ويخبر الغائب، ويجعل الكتب بين الإخوان ألسنا ناطقة، وأعيناً لاحظة، وربما ضمنها ودائع القلوب ما لا تبوح به الألسن عند المشاهدة.
ومن كلام "أبي حفص بن برد الأندلسي": ما أعجب شأن القلم يشرب ظلمة، ويلفظ نوراً! قد يكون قلم الكاتب أمضى من شباة المحارب القلم سهم ينقذ المقاتل، وشفرة تطيح بها المفاصل.