وقال من ينصفني من هذا الجائر وينصت لي فأبثه شكوى الواله الحائر فحتام أعاني حد الظبا (وقد بلغ السيل الزبى) .
وكنتُ كالمتمني أن يرى فلقاً ... من الصّباح فلمّا أن رآه عمي
فانتبه طرف (النهار) وازدهر سراجه أي ازدهار وشرع يتلو سورة النور بكامل الابتهاج والشمس ترقم آية جماله بالذهب الوهاج.
وقابل الصبحُ جنح الليل أن يرى فلقاً ... سطورهُ البيضُ في ألواحه السود
ثم قال أيها "الليل" البهيم (تَاللهِ إِنّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ)[يوسف: ٩٥] كيف تدعي أنك مظلوم وتشتكي من جوري وأنت الظلوم وهب أني قاتلتك ظلماً فأنت البادي وهل قابلتك إلا بما عدول فاستقل من دعوى المجد والفخر فقد (حَصْحَصَ الْحَقّ)[يوسف: ٥١] ووضح الفجر وإن أبيت سلوك محجتي ولم تتضح لك أدلة حجتي فهلم إلى حضرة الأمير (وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)[فاطر: ١٤] فأنكر الليل زعمه التفرد بالفضل وادعاءه وأجاب في عرض أمرهما على الأمير دعاءه وقال "على الخبير سقطت وعند ابن بجدتها حططت".
"وكتب أيضاً مناظرة بين الأرض والسماء"
جالت السماء في ذلك المضمار وصالت ونوهت برفيع قدرها وقالت:(تَبَارَكَ الّذِي جَعَلَ فِي السّمَآءِ بُرُوجاً)[الفرقان: ٦١] ومنح أشرف الخلق إلي مروجاً وقدمني في الذكر في محكم الذكر وشرفني بحسن القسم وأتحفني بأوفر القسم وقدسني من النقائض والعيوب وأطلعني على الغوامض والغيوب وقد ورد أن الرب ينزل إلي كل ليلة فيولي من تعرض لنفحاته بره ونيله فيا له من تحفة جليلة ومنحة جزيلة يحق لي أن أجر بها ذيول العزة والافتخار وكيف لا والوجود بأسره باسط إلي أيدي الذلة والافتقار فلي العزة الباذخ والمجد الأثيل الشامخ لتفردي بالرفعة والسمو وعلو المنزلة دون غلو فقالت لها (الأرض) ويك لقد