ما جنةُ الخلد إلاّ في دياركم ... ولو تخيّرتُ هذي كنتُ أختارُ
لا تخشوا بعدَ ذا أنْ تدخلوا سقراً ... فليس تدخلُ بعد الجنة النّارُ
[الرواية والرواة]
جاءت الدولة العباسية وقد اتسع نطاق الرواية واختص كل فريق من الناس برواية شيء: فلما دونت الكتب في عصر الدولة العباسية أفرغ الرواة ما حفظوه فيها وأخذ أمر الرواية يضمحل شيئاً فشيئاً في أكثر العلوم ولا شيما الأدب ثم اقتصر في الرواية على تصحيح النطق والأداء: ولكل علم رواة مشهورون وقد سبق الكلام على رواة العلوم والفنون في تاريخ وضعها.
وأما رواة الأدب والشعر خاصة فأشهرهم حماد الرواية الكوفي، وخلف الأحمر البصري، وأبو عمرو الشيباني الكوفي، والسكري البغدادي.
ومن رواة الأدب بجميع فنونه لغة وشعراً وأخباراً أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، وأبو زيد الأنصاري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سلام الجمجمي، وغيرهم. وهاك ترجمة أشهرهم في الرواية.
[الأصمعي]
هو شيخ رواة الأدب الإمام الثبت الحجة الثقة التقي أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي أصمع الباهلي البصري.