[وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه]
دع الأيّام تفعل ما تشاءُ ... وطب نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجزع لحادثة الليالي ... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلداً ... وشيمتك السماح والسّخاء
يغطّى بالسّماحة كلّ عيب ... وكم عيب يغطّيه السّخاء
ولا حزنٌ يدوم ولا سرور ... ولا بأسٌ عليك ولا رخاء
ولا تريَ الأعادي قط ذلاًّ ... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السّماحة من بخيل ... فما في النار للظّمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأنّي ... وليس يزيد في الرّزق العناء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ... فأنتَ ومالكُ الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ... فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كلّ حين ... ولا يغني عن الموت الدواء
[وقال عبدة بن الطيب المتوفى سنة ٣٩ هـ?]
أبنيَّ إني قد كبرتُ ورابني ... بصري وفّي لمنظرٌ مستمتعُ
أوصيكم بتقى الإله فإنّه ... يعطي الرغائب من يشاءُ ويمنع
وببّر والدكم وطاعة أمره ... إن الأبرّ من البنين الأطوعُ
إنّ الكبير إذا عصاهُ أهله ... ضاقت يداهُ بأمره ما يصنع
ودعوا الضّغائن لا تكن من شأنكم ... إن الغضائن للقرابة توضع
يزجي عقاربه ليبعث بينكم ... حرباً كما بعث العروقَ الأخدع
إن الذين ترونكم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا
وإذا مضيتُ إلى سبيلي فابعثوا ... رجلاً له قلب حديد أصمع