للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر عيب المرء في الناس بخله ... ويستره عنهم جميعاً سخاؤه

رأى الصيف مكتوباً على باب داره ... فصحفه ضيفاً فقام إلى السيف

فقلنا له خيراً فظن بأننا ... نقول له خبزاً فمات من الخوف

["وقال أبو محمد إسحاق الموصلي المتوفى سنة ٢٣٥ هـ في ذم البخل"]

وآمرة بالبخل قلت لها أقصري ... فليس إلى ما تأمرين سبيل

أرى الناس خلان الجود ولا أرى ... بخيلاً له في العالمين خليل

وإني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيل

ومن خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئاً أن يكون ينيل

عطائي عطاء المكثرين تجملاً ... ومالي كما قد تعلمين قليل

وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل

[الباب الثامن عشر في وصف الدنيا]

أيا من عاش في الدنيا طويلاً ... وأفنى العمر في قيل وقال

وأتعب نفسه في ما سيفنى ... وجمع من حرام أو حلال

هب الدنيا تقاد إليك عفواً ... أليس مصير ذاك الانتقال

إن لله عباداً فطنا ... طلّقوا الدنيا وعافوا الفتنا

فكروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحيّ وطنا

جعلوها لجّة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا

عجبت للمرء في دنياه تطعمه ... في العيش والأجل المحتوم يقطعه

يمسي ويصبح في عشواء يخطبها ... أعمى البصيرة والآمال تخدعه

يغتر بالدهر مسروراً بصحبته ... وقد درى أنه للغير يجمعه

تراه يشفق من تضييع درهمه ... وليس يشفق من دين يضيعه

<<  <  ج: ص:  >  >>