يرونَ احتمالي غصّة ويزيدهم ... لواعج ضغن أنني لستُ اغضب
واعرض عن كاس النّديم كأنها ... وميض غمام غائر المزن خلّب
وقور فلا الألحان تأسر عزمتي ... ولا تمكر الصّهباء بي حين أشرب
ولا أعرف الفحشاء إلا بوصفها ... ولا انطق العواء والقلب مغضب
تحلم عن كرّ القوارض شيمتي ... كان معيد المدح بالذمّ مطنب
لساني حصاة يقرع الجهل بالحجا ... إذا نال منّي العاضه المتوثب
ولست براض أن تمسّ عزائمي ... فضالاتُ ما يعطي الزّمان ويسلب
غرائبُ آدابٍ حباني بحفظها ... زماني وصرفُ الدّهر نعم المؤدب
تريّشنا الأيام ثم تهيضنا ... ألا نعم ذا البادي وبئس المعقّب
نهيتك عن طبع اللّئام فإنّني ... أرى البخلَ يأتي والمكارم تطلب
تعلّم فإن الجود في النّاس فطنة ... تقومُ بها الأحرار والطبع أغلب
"وقال العميد مؤيد الدين الطغرائي المتوفى سنة ٥١٣ هـ?"
أبى الله أن أسمو بغير فضائلي ... إذا ما سما بالمال كلّ مسوّد
وإن كرمت قبلي أوائل أسرتي ... فإنّي بحمد الله مبدأ سؤددي
وما منصبٌ إلا وقدري فوقه ... ولو حطّ رحلي بين نسر وفرقد
إذا شرفت نفسُ الفتى زاد قدره ... على كل أسنى منه ذكراً وأمجدَ
كذاك حديد السّيف إن يصفُ جوهراً ... فقيمتهُ أضعافهُ وزن عسجد
وما المال إلا عارةٌ مستردةٌ ... فهلاّ بفضلي كاثروني ومحتدي
إذا لم يكن لي في الولاية بسطةٌ ... يطول بها باعي وتسطو بها يدي
ولا كان لي حكمٌ مطاعٌ أجيزه ... فأرغمُ أعدائي وأكبت حسّدي
فاعذر إن قصَّرتُ في حقّ مجند ... وآمنُ أن يعتدني كيدُ معتد
ولولا تكاليف العلى ومغارمٌ ... ثقال وأعقاب الأحاديث في غد
لأعطيتُ نفسي في التخلّي مرادها ... فذاك مرادي مذ نشأت ومقصدي
[وقال الفضل بن العباس عتبة بن أبي لهب]
مهلا بني عمنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا