قال بعضهم بينما كان الحجاج في مجلس ومعه عنبسة بن سعد العاصي غذ دخل الحاجب فقال امرأة بالباب فقال له الحجاج أدخلها فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت لأن ذقنه قد أصاب الأرض فجاءت حتى قعدت بين يديه فنظرت المرأة قد لأسنت حسنة الخلق ومعها جاريتان لها وإذا هي ليلى الأخيلية فسألها الحجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لها يا ليلى ما أتى بك فقالت أخلاف النجوم وقلة الغيوم وكلب البرد وشدة الجهد وكنت لنا بعد الله الرفد فقال لها صفي لنا الفجاج: فقالت الفجاج مغبرة. والأرض مقشعرة والمبرك معتل وذو العيال مختل والهالك للقل والناس مسنتون رحمة الله يرجون وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة لم تدع لنا هبعاً ولا ربعاً ولا عافطة ولا نافطة أذهبت الأموال ومزقت الرجال وأهلكت العيال ثم قالت إني قلت في الأمير قولاً: قال هاتي فأنشأت تقول:
أحجَّاجُ لا يفللْ سلاحك إنّما ال? ... ?منَايا بكفّ الله حيث يراها
أحجاج لا تعط العصاة مناهم ... ولا الله يعطي للعصاة مناها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضةً ... تتبَّع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الدّاء العضال الذي بها ... غلامٌ إذا هزَّ القناة سقاها
سقاها فروّاها يشرب سجالهِ ... دماء رجالٍ حيث مال حشاها
إذا سمع الحجاج رزّ كتيبةٍ ... أعدّ لها قبل النُّزول قراها
أعدّ لها مصقولةً فارسيّة ... بأيدي رجال يحلبون صراها
فما ولد الأبكارُ والعونُ مثله ... ببحرٍ ولا أرض يجفّ تراها
قال: فلما قالت هذا البيت قال الحجاج قاتلها الله ما أصاب صفتي شاعر منذ دخلت العراق غيرها ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد فقال والله إني لأعد للأمر عسى أن لايكون أبداً ثم التفت إليها فقال حسبك قالت غني قد