للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجلس المعتصم ليجيبهم إلى القول بخلق القرآن فلم يفعل، فضرب حتى أغمي عليه، ثم عوفي واشتغل بالعلم والتعليم ببغداد حتى مات سنة ٢٤١ هـ?.

[علم الكلام]

كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يستدلون على عقائدهم بظاهر الكتاب والسنة. وما وقع فيهما من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقفوا فيه خوف أن يحيد بهم فهمهم في التأويل عن القصد. غير أن ذلك لم يقنع من دخل في الإسلام فكثر جدلهم واضطر العلماء أن يعارضوهم وساعدهم الخلفاء وأولهم المهدي الذي حرضهم على تدوين علم الكلام "التوحيد" فافترق المرضي عن مذهبهم من علماء الكلام فرقتين، فرقة اعتقدت ما يقرب من مذهب السلف وسموا الجماعية أو أصحاب الحديث، وفرقة اعتزلها وخالفتها في بعض المسائل وسموا المعتزلة أو أصحاب العدل، وجرى رجال الحكومة العباسية على هذا المذهب ونصروه، حتى ظهر أبو الحسن الأشعري فألف مذهبه الكلامي الذي سمي بعد بمذهب الأشاعرة وغلب على كل مذهب شواء إلا بعض مذاهب قليلة كمذهب الشيعة "وبقي كثير منها إلى الآن" ومذاهب الخوارج وبقي منهم إلى عصرنا بقية في الجبل الأخضر من برقة، وفي جزيرة جربة على ساحل تونس وببلاد البحرين.

[أبو الحسن الأشعري]

هو أبو الحسن علي بن إسماعيل شيخ طريقة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمين ولد بالبصرة سنة ٢٦٠ هـ?، ونشأ علم الكلام عن أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة وتبعه في الاعتزال، واحتج له حتى صار لسان المعتزلة أكثر من ثلاثين عاماً، ثم هداه البحث. فرأى أن كلا الفريقين من هؤلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>