للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واغتالت فاسد الأهواء، وباطل الآراء، وأحياناً كنت أشهد أن عقلاً نورانياً لا يشبه خلقاً جسدانياً، فصل عن الموكب الإلهي، واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة وسما به إلى الملكوت الأعلى ونما به إلى مشهد النور الأجلي، وسكن به إلى عمار جانب التقديس بعد استخلاصه من شوائب التلبيس، وآنات كأني أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة وأولياء أمر الأمة، يعرفهم مواقع الصواب ويبصرهم مواضع ارتياب ويحذرهم مزالق الاضطراب ويرشدهم إلى دقائق السياسة ويهديهم طريق الكياسة، ويرتفع بهم إلى منصات الرياسة ويصعدهم شرف التدبير ويشرف بهم على حسن المصير.

["وصف حفلة لمحمد بك المويلحي"]

لو كان لليالي لسان ينطق بالفخار وجنان يجري بنظم الأشعار لأنشدت ليلة الحفلة (الخديوية) قصيدة تسجل لها في ديوان العصور والدهور ما لم تبلغه ليلة قبلها في تكامل الفرح والسرور ولو كان الدهر يفصح لنا يوماً عن انشراحه وابتهاجه لأنبأنا بأنه ادخرها غرة لجبينه ودرة لتاجه لا زالت أيام الجناب العالي ولياليه مشرقة بالسعد والهناء متألقة تألق البدور في أفق السماء.

"وصف أيضاً متحفاً من مقامة له"

قال عيسى بن هشام زايلنا الأهرام وخليناها تندب من شادها وتنعي من بناها وملنا إلى دار التحف ومستودع الآثار لمشاهدة ما حفظته لنا من صنوف الطرف وعيون الأخبار وما أخرجته الأيام من عالم الخفاء إلى عالم الظهور بعد أم كان سراً مكتوباً في خواطر العصور والدهور وما صانته بطون القبور من الفناء والدثور وحمته أحشاء الرموس من العفاء والدروس وما أخبته

<<  <  ج: ص:  >  >>