وأبو فراس، وأبو العلاء المعري، وابن هانئ الأندلسي، والشريف الرضي.
[(١) بشار بن برد]
هو أبو معاذ بشار المرعث بن برد: اشعر مخضومي الدولتين ورأس الشعراء المحدثين، وممهد طريق الاختراع والبديع للمتفننين، وأحد البلغاء المكفوفين. وأصله من فرس طخارستان من سبي المهلب بن أبي صفرة فنشأ بشار فيهم وأختلف إلى الأعراب الضاربين بالبصرة حتى خرج نابغة زمانه في الفصاحة والشعر، وكان أكمه مجدور الوجه قبيح المنظر، مفرط الطول، ضخم الجثة، متوقد الذكاء، لا يسلم من لسانه خليفة ولا سوقة، لا يألف ولا يؤلف.
شعره: قد أجمع رواة الشعر ونقدته على أن بشاراً هو رأس المحدثين وأسبقهم إلى معاطاة البديع وطرق أبواب المجون والخلاعة والغزل والهجاء وأنه أول من جمع في شعره بين جزالة العرب ورقة وفتق عن المعاني الدقيقة والأخيلة اللطيفة حتى عد شعره برزخاً بين الشعر القديم والحديث ومجازاً يعبر عليه الشعر من مرابع البدواة إلى مقاصير الحضارة، ومات سنة ١٦٧ هـ?.
ومن شعره في المشورة والحكم والنصائح:
إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعن ... برأي نصيحٍ أو نصيحةِ حازم
ولا تجعل الشُّورى عليك غضاضةً ... فإن الخوافي قوةٌ للقوادم
وما خيرُ كفّ أمسك الغلُّ أختها ... وما خيرُ سيفٍ لم يؤيّد بقائم
وخلّ الهوينى للضعيف ولا تكن ... نؤوماً فإنّ الحرِّ ليس بنائم