وإذا استقالك ذو الإساءةِ عثرةً ... فأقلهُ إن ثواب ذلك أوسع
وإذا ائتمنت على السّرائر فاخفها ... واستر عيوب أخيك حين تطلَّع
لا يجزَعنَّ الحوادث إنما ... خرقُ الرّجال عن الحوادث يجزع
وأطعْ أباك بكل ما أوصى به ... إن المطيع أباه لا يتضعضعُ
وقال أيضاً
صن النّفس واحملها على ما يزينها ... تعشْ سالماً والقول فيك جميلُ
ولا تريَّن الناسَ إلا تجملاً ... نبا بك دهرٌ أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ ... عسى نكبات الدّهر عنك تزول
يعزُّ غنيُّ النّفس إن قلّ مالهُ ... ويفنى غنيُّ المال وهو ذليل
ولا خير في وُدّ امرئٍ متلونٍ ... إذا الرّيح مالت مال حيث تميل
جوادٌ إذا استغنيت عن أخذِ مالهِ ... وعند احتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الأخوان تعدُّهم ... ولكنّهم في النائباتِ قليل
[وقال عبد الله بن جعفر الطالبي المتوفى سنة ٨٠ هـ?]
إذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً ... فأرسلْ حكيماً ولا توصهِ
وإن بابُ أمرٍ عليك التوى ... فشاورْ لبيباً ولا تعصهِ
وإن ناصحٌ منكَ يوماً دنا ... فلا تنأ عنهُ ولا تقصهِ
ولا تذكر الدهرَ في مجلسٍ ... حديثاً إذا أنت لم تحصهِ
ونص الحديث إلى أهلهِ ... فإن الأمانةَ في نصّه
وكم من فتى عازبٍ لبهُ ... وقد تعجبُ العينُ من شخصهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً ... ويأتيكَ بالأمرِ من فصهِ
[وقال أبو الأسود الدؤلي]
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصومُ