إذا القوم مدوا بأيديهم ... إلى المجد مدّ إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم ... من المجد ثم انتمى مصعدا
يحملّه القوم ما عالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا
وإذن ذكر المجد ألفيته ... تأزّر بالمجد ثم ارتدى
ومن قولها ترثيه أيضاً:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... فقد أضحكتني زمناً طويلاً
دفعت بك الخطوب وأنت حيٌّ ... فمن ذا يدفع الخط الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيتُ بكاءك الحسن الجميلا
ومن بديع قولها:
يذكرني طلوع الشمس صخراً ... وأذكره لكل غروب شمس
فلولا كثرةُ الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولاً ... ونائحة تنوح ليوم نحس
هما كلتاهما تبكي أخاها ... عشية رزئه أو غبّ أمس
وما يبكين مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسيّ
فقد ودّعت يوم فراق صخر ... أبي حسان لذاتي وأنسي
فيا لهفي عليه ولهف أمي ... أيصبح في الضّريح وفيه يمسي
[(٣) الخطيئة]
هو أبو بكر جرول الحطيئة العبسي، نشأ كما قال الأصمعي جشعاً سؤولاً ملحفاً دنيء النفس كثير الشر قليل الخير بخيلاً قبيح المنظر رث الهيئة مغموز النسب فاسد الدين، وعاش الحطيئة مدة في الجاهلية وجاء الإسلام فأسلم ولم يكن له صحية برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاش متنقلاً في القبائل يمدح تارة ويذم تلك أخرى، وينتسب إلى عس طوراً وطوراً إلى ذهل ويهجو