[ومن زهرية لبدر الدين الذهبي]
ترنّح عطف البان في الحلل الخضر ... وغنّى بألحان على عوده القمري
وراقت أزاهير الحدائق بالضحى ... نواظر أحداق بنوارها النضر
وأشرق خد الورد يبدي نضاره ... وأشرق جيد الغصن في لؤلؤ القطر
وبات سقيط الطل في كل روضةٍ ... ينبه في أرجائها ناعس الزهر
وما ذهبت شمس لأصيل عشيةً ... إلى الغرب حتى أذهبت فضة النهر
وغنّت قيان الطير في كل أيكة ... وقد راق كحل الطل في مقل الغدر
أقامت لها دوح الأراك أرائكا ... وأرخت لها أوراق أستارها الخضر
وأمسى أصيل اليوم ملقى من الضنى ... على فرش الأزهار في آخر العمر
بكته حماما الأراك وشقّقت ... عليه الصبا أثواب روضتها النضر
فكم من نحيب للحمائم بالضّحى ... عليه وللأنواء من دمعة تجري
[ولعلي بن أحمد الجوهري من قصيدة في وصف الغيث]
زرّ الصباح علينا شملة السحب ... ومدّت الريح منها واهي الطنب
صكّ النسيم فراخ الغيث فانزعجت ... ينفضن أجنحة من عنبر الزغب
[ولأبي معمر بن أبي سعيد الإسماعيلي من قصيدة في وصف الثلج]
فرحنا وقد بات السماء مع الثرى ... وغاب أديم الأرض عنا فما يرى
كأن غيوم الجو صوّاغ فضة ... تواصو برد الحلي عمداً إلى الورى
[ولأبي العلاء السروي في وصف روض]
مررنا على الروض الذي قد تبسّمت ... ذراه وأوداج السحائب تسفك