أتوا أهلهم بالمعجزات تفننا ... فيا ليتكم تأتون بالكلمات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب ... ينادي بوأدي في ربيع حياني
ولو تزجون الطير يوماً علمتمُ ... بما تحته من عثرة وشتات
سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً ... يعز عليها أن تلين قناتي
حفظن ودادي غي البلى وحفظته ... لهن بقلب دائم الحسرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق ... حياءً بتلك الأعظم النخرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً ... من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجة ... فأعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم ... إلى لغة لم تتصل برواتي
سرت لوثة الأعجام فيها كما سرى ... لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة ... مشكلة الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل ... بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى ... وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لاقيامة بعده ... ممات لنعمري لم يقس بممات
وقال شاعر العراق معرف الرصافي واصفاً قطار البخار
وقاطرة ترمي الفضا بدخانها ... وتملا صدر الأرض في سيرهم رعبا
تمشت بنا ليلاً تجر وراءها ... قطاراً كصف الدوح تسحبه سحباً
فطوراً كعصف الريح شديدة ... وطوراً رخاءً كالنسيم إذا هبا
تساوى لديها السهل والصعب في السرى ... فما استسهلت سهلاً ولا استصعبت صعباً
تدك متون الحزن دكا وإنها ... لتنهب سهل الأرض في سيرها نهبا
يمر بها العالي فتعلو تسلياً ... ويعترض الوادي فتجتازه وثبا
طوت بالمسير الأرض حتى كأنها ... تسابق قرص الشمس أن تدرك الغربا
هو العلم يعلو بالحياة سعادة ... ويجعلها كالعلم محمودة العقبى