وقال أيضاً في شكوى الزمان
سميتُ إلى أن كدت أنتعل الدما ... وعدت وما أعقبت إلا التندُّما
سلامٌ على الدُّنيا مودّع ... رأى في ظلام القبر أنساً ومغنماً
تبلغ بالصَّبر الجميل وبالأسى ... زماناً وجادته المنى فتأدما
أضرَّت به الأول فهام بأختها ... وإن ساءت الأخرى فويلاه منهما
فهبى رياحَ الموت نكباء واطفئي ... سراج حياتي قبل أن يتحطما
فما عصمتني من زماني فضائلي ... ولكن رأيت الموت للحر أعصما
فيا قلب لا تجزع إذا عضك الأسى ... فإنك بعد اليوم لن تتألما
ويا عين قد آن الجمود لمدمعي ... فلا سيل دمع تسكبين ولا دما
ويا يدُّ ما كلفتك المبسط مرة ... لذي منة أولى الجميل وأنعما
فلله ما أحلاك في أنمل البلى وإن كنت حلى في الطروس وأكرما
ويا قدمي ما سرت بي لمذلة ... ولم ترتق إلا إلى العزّ سلّما
فلا تبطئي سيراً إلى الموت واعلمي ... بأنّ كريم القوم من مات مكرما
[وقال فقيد الأدب حنفي بك ناصف]
أتقضى معي إن جان حيني تجاربي ... وما نلتها إلاّ بطول عناء
وأبذلُ جهدي في اكتساب معارف ... ويفنى الذي حصلته بفنائي
ويحزنني ألا أرى لي حيلة ... لإعطائها من يستحق عطائي
إذا ورَّث الجهال أبناءهم غنّى ... وجاهاً فما أشقى بني الحكماء