تلقاكه حال السير أفعى تلتوي ... أو فارس الهيجا أثار العثيرا
أو أكرة أرسلتها ترمي بها ... غرضاً فجلت أن ترى حال السرى
أو سبع غاب قد أحس بصائد ... في غابة فعدا عليه وزمجراً
فكأنه المديرون جاء غريمه ... فانسل منه وغاب عن تلك القرى
أو أكنه شهب هوت من أفقها ... أو قبة المنطاد تنبذ بالعرا
لاعجب للنيران إذ يمشي بها ... فمن اللظى تجري الورى كي تحشرا
[وقال أحمد بك شوقي يصف الجسر الواصل بين ضفتي البسفور]
أمير المؤمنين رأيت جسراً ... أمر على الصراط ولا عليه
له خشب يجوع السوس فيه ... وتمضي الفار لاتأوي إليه
ولا يتكلف المنشار فيه ... سوى مر الفطيم بساعديه
ويبلى فعل من يمشي عليه ... وقبل النعل يدمي أخمصيه
وكم قد جاهد الحيوان فيه ... وخلف في الهزيمة حافريه
وأسمج منه في عيني جباة ... تراهم وسطه وبجانبيه
إذا لاقيت واحدهم تصدى ... كعفريت يشير براحتيه
ويمشي (الصدر) فيه كل يوم ... بموكبه السني وحارسيه
ولكن لا يمر عليه إلا ... كما مرت يداه بعارضيه
ومن عجب هو الجسر المعلى ... على (البسفور) يجمع شاطئيه
يفيد حكومة السلطان مالا ... ويعطيها الغنى من معدنيه
يجود العالمون عليه هذا ... بعشرته وذاك بعشرتيه
وغاية أمره أنا سمعنا ... لسان الحال ينشدنا لديه
(أليس من العجائب أن مثلي ... يرى ماقل ممتنعاً عليه)
(وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً ... وما من ذاك شيء في يديه)