للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفضل قسم الله للمرء عقله ... فليس من الخيرات شيء يقاربه

يعيش الفتى بالعقل في الناس أنه ... على العقل يجري علمه وتجاربه

يشين الفتى في الناس قلة عقله ... وإن كرمت أعراقه ومناسبه

وإذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد كملت أخلاقه ومآربه

ماوهب الله لا مرئ هبة ... أشرف من عقله ومن أدبه

هما حياة الفتى فإن عدما ... فإن فقد الحياة أجمل به

يعد رفيع القوم من كان عاقلاً ... وإن لم يكن في قومه بحسيب

وإن حلّ أرضا عاش فيها بعقله ... وما عاقل في بلدة بغريب

ومن كان ذا مال لم يك عاقلاً ... فذاك حمار حملوه من التبر

أرى العقل مرآة الطبيعة إذا به ... نرى صور الأشياء في عالم الفكر

ذو العقل في معترك الأقدار مقتدر ... لكن ذا الجهل مغلوب ومغلول

وعقل ذي الحزم مرآة الأمور بها ... يرى الحقائق، والمجهول مهول

وعقول الأنام لو تستوي لم ... يك فرق بين الغبي والنبيه

محور الأرض لو عدا مستقيماً ... لتساوى النهار والليل فيه

[الباب الحادي عشر في الأدب]

[قال أبو تمام]

إذا جاريت في خلق دنيئاً ... فأنت ومن تجاريه سواءُ

رأيت الحر يجتنب المخازي ... ويحميه عن الغدر لالوفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>