لا تحسبنَّ العلم ينفعُ وحدهُ ... مالم يتوَّج ربُّهُ بخلاقِ
منْ لي بتربية النساءِ فإنَّها ... في الشرق علَّةُ ذلك الإخفاق
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيّب الأعراقِ
الأم روضٌ تعهّدهُ الحيا ... بالريّ، أورقَ إيّما إبراق
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى ... شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقولُ: دعوا النساءَ سوافراً ... بين الرجال يجلنَ في الأسواق
يدرجنَ حيث أردنَ، لا من وازعٍ ... يحذرن رقبتهُ، ولا من واق
يفعلن أفعال الرجال لواهيا ... عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهنّ شؤونهنّ كثيرة ... كشؤون ربّ السيفِ والمزراق
كلاّ، ولا أدعوكم أن تسرفوا ... في الحجبِ والتضييق والإرهاق
ليست نساؤكمُ حلىّ وجواهراً ... خوفَ الضياع تصانُ في الأحقاقِ
ليست نساؤكمُ أثاثاً يقتنى ... في الدُّور بين مخادع وطباق
تتشكَّلُ الأزمانُ في أدوارها ... دولاً، وهنَّ على الجمود بواق
فتوسَّطوا في الحالتين، وأنصفوا ... فالشرُّ في التقييد والإطلاقِ
ربُّوا البنات على الفضيلةِ، أنّها ... في الموقفين لهنَّ خير وثاق
وعليكمُ أن تستبينَ بناتكم ... نورَ الهدى وعلى الحياءِ الباقي
[إسماعيل صبري باشا]
أكثر ما ينظم فلخطرة تخطر على باله من مثل حادثة يشهدها أو خبر ذي بال يسمعه أو كتاب يطالعه، ينظم المعنى الذي يعرض له في بيتين عادة إلى أربعة إلى ستة، وقلما يزيد على هذا القدر إلا حيث يقصد قصيدة،