[ولابن قلاقس في وصف السحاب والبرق والغيث]
سرى وجبين بالطّلّ يرشح ... وثوب الغوادي بالبروق موشّحُ
وفي طيّ أبراد النسيم خميلةٌ ... بأعطافها نورُ المنى يتفتح
يضاحك في مثنى المعاطف عارضٌ ... مدامعةُ في وجنة الرّوض تسفحُ
وتورى به كفُّ الصَّبا زندبارقٍ ... شرارته في فحمة الليل تقدحُ
ومن قصيدة لأبي القاسم عبد الصمد بن بابك في الصاحب يصف له فيها إضرام النار في بعض غياض طريقه
وليلةٍ بت أشكو الهمّ أوّلها ... وعدت آخرها أستنجد الطّربا
في غيضةٍ من غياض الحزن دانيةٍ ... مد الظلام على أوراقها طنبا
حتى إذا النار طاشت في ذوائبها ... عاد الزمرّد من عيدانها ذهبا
مرقت منها وثغر الصبّح مبتسمٌ ... إلى أغرّ يرى المذخور ما وهبا
يا أعزر الناس أنواء ومحتلبا ... وأشرف الناس أعراقاً ومنتسبا
أصبحتُ ذا ثقة بالوفر منك وإنْ ... قال العواذل ظنٌّ ربّما كذبا
فحسن ظنّي بك استوفى مدى أملي ... وحسن رأيكَ لي لم يبقِ لي أربا
ومن قصيدة لأبي سعيد الرستمي يصف بها داراً بناها الصاحب بن عباد
وسامية الأعلامِ تلحظُ دونها ... سنا النجم في آفاقها متضائلاً
نسخت بها إيوان كسرى بن هرمُز ... فأصبحَ في أرض المدائن عاطلاً
فلو لحظت جنات تدمُر حسنها ... درتْ كيف تبنى بعدهنّ المجادلا
تناطح قرن الشّمس من شرفاتها ... صفوف ظباءٍ فوقهنّ مواثلا
ولو أصبحت داراً لك الأرض كلّها ... لضاقت بمن ينتاب دارك آملاً
وأغنى الورى عن منزل من بنت له ... معاليه فوق الشعريين منازلا
ولا غرو أن يستحدث الليثَ بالثرى ... عريناً وأن يستطرقَ البحر ساحلا
ولم تعتمدْ داراً سوى حومةِ الوغى ... ولا خدماً إلا القنا والقنابلا