أي بني ثم عليك العامة فاستدع رضاها بالعدل عليها واستجلبت مودتها بالإنصاف لها وتحسن بذلك لربك وتوثق هـ عين رعيتك واجعل عمال العذر وولاة الحجج مقدمة بين عملك ونصفة منك لراعيتك وذلك أن تأمر قاضي كل بلد وخيار أهل كل مصر أن يختاروا لأنفسهم رجلاً توليه أمرهم وتجعل العدل حاكماً بينه وبينهم فإن أحسن حمدت وإن أساء عذرت هؤلاء عمال العذر وولاة الحجج فلايسقطن عليك ما في ذلك إذا انتشر في الآفاق وسبق إلى الأسماع من انعقاد ألسنة المرجفين وكبت قلوب الحاسدين وإطفاء نيران الحروب وسامة عواقب الأمور ولا ينفكن في ظل كرامتك نازلاً وبعرى حبلك متعلقاً رجلان أحدهما كريمة مكن كرائم رجالات العرب وأعلام بيوتات الشرف له أد فاضل وحلم راجح ودين صحيح والآخر له دين غير مغموز وموضع غير مدخول بصير بتقليب وتصريف الرأي وأنحاء العرب ووضع الكتب عالم بحالات الحروب وتصاريف الخطوب يضع آداباً نافعة وآثاراً باقية من محاسنك وتحسين أمرك وتحلية ذكرك فتستشيره بحربك وتدخله في أمرك فرجل أصبته كذلك فهو يأوي إلى محلتي ويرعى في خضرة جناني ولا تدع أن تختار لك من فقهاء البلدان وخيار الأمصار أقواماً يكونون جيرانك وسمارك وأهل مشاورتك فيمت تورد أصحاب مناظرتك فيما تصدر فسر على بركة الله أصحبك الله من عونه وتوفيقه دليلاً يهدي إلى الصواب قلبك وهادياً ينطق بالخير لسانك.
["وفود بكارة الهلالية على معاوية"]
استأذنت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها وهو يومئذٍ بالمدينة فدخلت عليه وكانت أسنت وعشي وبصرا وضعفت قوتها ترعشبين خادمين لها فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلام وقال: