وقال المرحوم حفني بك ناصف راثياً عبد الله باشا فكري
ليدعِ المدّعون العلم والأدبا ... فقد تغيّبَ عبدُ الله واحتجا
ولينتسب أدعياء الفضل كيف قضت ... آراؤهم إذا قضى من يحفظ النّسبا
وليفخر اليوم قومٌ باليرّاع ولا ... خوفٌ عليهم فمن يخشونه ذهبا
وليرق من شاء أعواد المنّابر إذا ... مات الذي يتقّيهِ كلّ من خطبا
لو عاش لم يطرق الأسماع ذكرهم ... في طلعة الشمس من ذا يبصرُ الشُّهبا
فليسمُ من شاء بالإنشاءِ لا عجبٌ ... مضى الذي كان من آياته عجبا
طودٌ من الفضل من بعد الرُّسوخ هوى ... وكوكب بعد أن أبدي الهدى غربا
أجلْ فقد مات عبدُ الله وا أسفا ... وأوحشتْ مصرُ من فكري فواحربا
فكلّ نفس لمعناه شكتْ وبكت ... وكلُّ فكرٍ بفكري ماجَ واضطربا
قضى الحياة ونصرُ الحقّ ديدنهُ ... لا ينثني رهناً عنه ولا رغبا
لا كان عيدٌ رأينا صفوه كدراً ... بفقدهِ وانثنت راحاته تعبا
سارت جنازتهُ والعلم في جزع ... والفضلُ يندبهُ في ضمن من ندبا
[وقال أحمد بك شوقي يرثي مصطفى باشا كامل المتوفى ١٣٢٦ هـ?]
ألمشرقان عليك ينتحبان ... قاصيهما في مأنم والدَّاني
يا خادمَ الإسلام أجرَ مجاهد ... في الله من خلد ومن رضوان
الله يشهد أن موتك بالحجا ... والجدّ والإقدام والعرفان
إن كان للأخلاق ركن قائم ... في هذه الدنيا فأنت الباني
بالله فتَّش عن فؤادك في الثرى ... هل فيه آمالٌ وفيه أماني
وجدانك الحي المقيم على المدى ... ولربّ حيّ ميّت الوجدان
الناسُ جار في الحياة لغاية ... ومضللٌ يجري بغير عنان