ولا تأت أمراً لا ترجي تمامه ... ولامورداً مالم تجد حسن مصدر
وأكثر من الشورى فإنك إن تصب ... تجد مادحاً أو تخطئ الرأي تعذر
ولا تستبشر في الأمر غر مجرب ... لأمثاله أو حازم متبصر
ولاتبغ رأياً من خؤون مخادع ... ولا جاهل غر قليل التدبر
فمن يتبع في الخطب خدعة خائن ... يعض بنان النادم المتحسر
ومن يتبع في أمره رأي جاهل ... يقده إلى أمر من الغي منكر
ولاتضع في ود الصديق لكاذب ... نموم وإن يعرض لك الشك فاخبر
ولا تغترز تندم ولاتك طامعاً ... تذل ولا تحقر سواك تحقر
وعود مقال الصدق نفسك وارضه ... تصدق ولا تركن إلى قول مفتري
ودع عنك إسراف العطاء ولايكن ... لكيفك في الإنفاق إمساك مقتر
ولاتقف زلات الرجال تعدها ... فلست على هذا الورى بمسيطر
ولاتتعرض لاعتراض عليهم ... دع الخلق للخلاق تسلم وتؤجر
[وقال عبد القيس بن خفاف البرجمي المتوفى سنة ٥١هـ?]
أبني إن أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل
أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح ... طبن بريب الدهر غير مغفل
الله فاتقه وأوف بنذره ... وإذا حلفت ممارياً فتحلل
والضيق أكرمه فإن مبيته ... حقً ولاتك لعنة للنزل
واعلم بأن الضيف مخبر أهله=بمبيت ليلته وإن لم يسأل
ودع القوارص للصديق وغيره ... كيلا يروك من اللئام والعذل
وصل المواصل ماصفا لك وده ... واجذذ حبال الخائن المتبدد
واحذر محل السوء لاتحلل به ... وإذا نبا بك منزل فتجول
واستأن تظفر في أمورك كلها ... وإذا عزمت على الهدى فتحول