لو كان يهدى عليّ قدري وقدركمو ... لكنت أهدي لك الدُّنيا وما فيها
["وكتب مؤلف هذا الكتاب إلى أستاذه الحكيم الشيخ محمد عبده"]
سيدي ومولاي أطال الله بقاك ورفع في الدارين علاك الهدية مفتاح باب المودة وعنوان تذكار المحبة يتسابق إليها كرام السجايا ويتسارع إلى إحياء شعائرها عشاق المزايا حرصاً على حفظ عهود الوداد والتآلف وإذهاباً لوحشة التقاطع والتحالف.
هدايا النّاس بعضهمْ لبعضٍ ... تولّد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هوى وودا=وتكسوك المهابة والجلالا ولقد وجدتك إماماً حكيماً وفيلسوفاً عليماً تقدر الأعمال حق قدرها وتضع الأشياء في مواضعها سباقاً إلى نشر العلوم والمعارف في المشارق والمغارب.
يبقى الثّناء وتنفد الأموال ... ولكل دهرٍ دولة ورجال
ما نالَ محمدةَ الرّجال وشكرهم ... إلاّ الصّبور عليهم المفضال
فلذا أهديك كتابي (جواهر الدب في بلاغة لغة العرب) جمع فأوعى من الآداب والحكم ما خلت منه مفعمات الأسفار فهو بلا شك ولا مرا كل الصيد في جوف الفرا.