فأحلّه جدثاً طهوراً مشبهاً ... أخلاقه في رقّة وصفاء
ما ذاك أن يضمّ صفاؤه ... نوراً يضنُّ به على الغبراء
فالبحر أولى في القياس من الثّري ... بجوار تلك الدرّة الغرّاءِ
وقال أيضاً يرثي الملك ناصر الدين عمر
بكى عليك الحُسام والقلمُ ... وانفجع العلمُ فيك والعلمُ
وضجَّتِ الأرضُ فالعبادُ بها ... لاطمة والبلادُ تلتطمُ
تظهر أحزانها على ملك ... جلُّ ملوك الورى له خدمُ
أبلجَ غضَ الشبابُ مقتبل ال ... عمر ولكنْ مجدهُ هرمُ
محكّم في الورى وآمله ... يحكمُ في ماله ويحتكم
يجتمع المجدُ والثناءُ له ... وماله في الوفود يقتسم
قد سئمتْ جوده الأنام ولا ... يلقاه من بذله النّدى سأمُ
ما عرفت منه لا ولا نعم ... بل دونهنّ الآلاءُ والنّعمُ
ألواهبُ الألف وهو مبتسمٌ=والقاتل الألفَ وهو مقتحم
مبتسم والكماةُ عابسة ... وعابسٌ والسيوف تبتسم
لم يعلم العالمون ما فقدوا ... منه ولا الأقربون ما عدموا
ما فقد فرد من الأنام كمن ... إن مات ماتت لفقده أمم
يا طالب الجود قد قضي عمرُ ... فكلّ جود وجوده عدمُ
فالناسُ كالعين إن نقدتهم ... تفاوتتْ عند نقدك القيمُ
مضى الذي كان للأنام أباً ... فاليومَ كلُّ الأنام قد يتموا
وحلَّ ضاقت بساكنها ... ودون أدنى دياره إرم