أوقدت فيه للصّواعق نارٌ ... ثم ساطت به الزعاف المنون
فإذا ما سللته بهر الشم ... س ضياءً فلم تكد تسبين
فكأن الفرند والرونق الجا ... ري في صفحتيه ماءٌ معين
وكأن المنون نيطت إليه ... فهو من كل جانبيه منون
ما يبالي من انتضاه لحربٍ ... أشمالٌ سطت به أم يمين
[وقال ابن عبد ربه في وصف الرمح والسيف]
بكل ردينيّ كأنّ سنانه ... شهابٌ بدا في ظلمة الليل ساطعُ
تقاصرت الآجال في طول متنه ... وعادت به الآمالُ وهي فجائعُ
وساءت ظنون الحرب في حسن ظنه ... فهنَّ لحبّات القلوب قوارعُ
وذي شطبٍ تقضي المنايا لحكمهِ ... وليس لما تقضي المنيّةُ دافعٌ
وقال أيضاً في وصف الحرب
ومعتركِ تهزّ به المنايا ... ذكور الهند في أيدي ذكورٍ
لوامعُ يبصر الأعمى سناها ... ويعمى دونها طرفُ البصير
يحوّم حولها عقبانٌ موت ... تخطفّت القلوب من الصدور
[ومن قوله في وصف الحرب وأبطالها]
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحت ظباتها ... لها في الكلى طعم وبين الطلى شربٌ
إذا اصطفّت الراياتُ حمراً متونها ... ذوائبها تهفو فيهفو لها القلبُ
ولم تنظق الأبطالُ إلا بفعلها ... فألسنها عجمٌ وأفعالها عربُ
إذا ما التقوا في مازقٍ وتعانقوا ... فلقياهم طعنٌ وتعنيفهم ضربُ