[وللمهلبي الوزير في وصف الربيع]
الورد بين مضمّخ ومضرجٍ ... والزهر بين مكللٍ ومتوج
والثلج تهبط كالنثار فقم بنا ... نلتذ بابنة كرمة لم تمزج
طلع البّهار ولاح نور شقائقٍ ... وبدت سطور الورد تلو بنفسجٍ
فكأن يومك في غلالة فضةٍ ... والنبت من ذهب على فيروزج
[وللقاضي التنوخي أبي القاسم علي في وصف طول الليل والفجر]
وليلة مشتاق كأن نجومها ... قد اغتصبت عين الكرى وهي نوّم
كأن عيون الساهرين لطولها ... إذا شخصت للأنجم الزهر أنجم
كان سواد الليل والفجر ضاحكٌ ... يلوح ويخفى أسودٌ يبتسم
وله أيضاً في وصف وحشة الليل والنجوم والسماء
ربّ ليلٍ قطعته كصدودٍ ... وفراق ما كان فيه وداع
موحشٌ كالثقيل تقذى به العي ... ن وتأبى حديثه الأسماع
وكانّ النجوم بين دجاه ... سننٌ لاح بينهن ابتداع
وكأن السماء خيمة وشي ... وكأن الجوزاء فيها شراع
وله أيضاً في وصف رياض
ورياضٍ حاكت لهنّ الثريا ... حللاً كان غزلها للرعود
نثر الغيث درّ دمع عليها ... فتحلّت بمثل درّ العقود
أقحوان معانقٌ لشقيق ... كثغور تعض ورد الخدود
وعيونٌ من نرجس تتراءى ... كعيون موصولة التسهيد
وكأن الشقيق حين تبدّى ... ظلمة الصدع في خدود الغيد
وكأن الندى عليها دموعٌ ... في جفون مفجوعةٍ بفقيد